كان أهل مصر فى أيام الفراعنة يعبدون الأصنام .
فلما جاء نبى الله يوسف عليه السلام إلى مصر وأصبح عزيز مصر لسنوات طويلة
كان يدعو الناس إلى التوحيد وإلى عبادة الله جل وعلا فآمن أهل مصر .
وبعد ذلك أرسل يوسف إلى أبيه يعقوب عليهما السلام وإلى أهله وقرابته
فجاءوا من فلسطين وعاشوا فى مصر
وأختلطوا بالمصريين فتعلم المصريين منهم التوحيد وعاشوا زمانا طويلا على الإيمان .
لكن بعد وفاة يوسف عليه السلام عاد أهل مصر إلى الشرك مرة أخرى
وأما بقية أبنماء يعقوب وهو إسرائيل فقد عاشوا فى مصر .
وتكاثر أبناء إسرائيل وتزايد عددهم وأصبحوا من أمهر الناس فى كل الحرف حتى اعتمد عليهم المصريون .
وجاء فى تلك الفترة ملك جبار يحكم مصر وكان المصريون يعبدونه
وهو فرعون المذكور فى القرآن
إن فرعون علا فى الأرض
قال تعالى
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ} القصص
أى تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الـرب الأعلى
وجعل أهلها شيعا :أى قسم رعيته إلى أقسام وفرق
يستضعف طائفة منهم وهم شعب بنى إسرائيل
الذين هم من سلالة نبى الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله .
وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع ومع هذا
{يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } القصص
إن فرعون علا فى الأرض
قال تعالى
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ} القصص
أى تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الـرب الأعلى
وجعل أهلها شيعا :أى قسم رعيته إلى أقسام وفرق
يستضعف طائفة منهم وهم شعب بنى إسرائيل
الذين هم من سلالة نبى الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله .
وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع ومع هذا
{يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } القصص
إنها العناية الإلهية
ولكن أهل مصر قالوا لفرعون لو أنك قتلت كل ذكور بنى إسرائيل فلن نجد بعد ذلك من يخدمنا .
فأصدر فرعون قراراً جديداً بأن يقتل الأطفال الذكور عاماً ويتركوا عاماً .
فحملت أم موسى عليه السلام بهارون فى العام الذى لا يقتل فيه الذكور وولدتة علانية بلا خوف .
فلما كان العام الذى يقتل فيه الذكور وُلد موسى عليه السلام
فخافت عليه من القتل فكانت ترضعه فى السر واتخذت له تابوتاً فربطته بحل
وكانت دارها على النيل مباشرة فكانت ترضعه فإذا خافت عليه وضعته فى التابوت وأرسلته فى البحر
وهى تمسك بطرف الحبل حت لا يضيع منها .
لا تخافى ولا تحزنى
فى ظل هذا الجو المشحون بالخوف وُلد موسى عليه السلام
فكانت أمه فى غاية الخوف عليه لا تدرى ماذا تصنع
إلى أن جاء الأمر من الله جل وعلا
{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾} القصص
إن جنود فرعون ينتشرون فى كل مكان
ولو رأوا موسى عليه السلام لقتلوه فى التو واللحظة .
وهنا قامت أم موسى لتمتثل أمر الله جل وعلا
فأخذت موسى وأرضعته ثم ألقته فى التابوت وكلها يقين وثقة فى الله أنه سيرد إليها ولدها مرة أخرى .
ألقت أم موسى التابوت فى النهر وفيه موسى عليه السلام وهى تعلم أن الله عز وجل أرحم بموسى منها .
سقط الصندوق فى الماء .
وجاء الأمر من الخالق جل وعلا لماء النيل أن يحمل الصندوق بكل رحمة
لأن هذا الطفل الرضيع سيكون بعد ذلك رسولاً من أولى العزم الخمسة .
وكما أمر الله النار أن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم
أمر النيل أن يحمل موسى بكل رحمة ورفق وهدوء حتى يوصله إلى قصر فرعون .
موسي عليه السلام يصل إلى قصر فرعون
ووصل الصندوق إلى الشاطئ أمام قصر فرعون .
وكانت زوجة فرعون تمشى فر حديقة قصرها الكبير .
وكانت تختلف تماما عن فرعون فهى امرأة رقيقة القلب ورحيمة وهو كان جبار.
وكانت تتمنى أن يرزقها الله ولدًا يملأ عليها حياتها
فلقد كانت لا تنجب ولم تكن تعلم أنها ستسعد فى هذا اليوم بأعظم مفاجأة فى حياتها .
فعندما ذهبت الجوارى ليأتين بالماء من النهر وجدن الصندوق
فأخرجنه من النهر وحملنه إلى زوجة فرعون
ففتحت الصندوق وما أن رأت موسى عليه السلام حتى أحست بحبه يملأ قلبها .
ولا عجب فى ذلك فقد قال الله تعالى عن موسى
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} طه
فلا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يراه ولا يحبه .
أمسكت زوجة فرعون بموسى عليه السلام وهى فى غاية السعادة والسرور
وذهبت به إلى فرعون
فسألها : من أين جاء هذا الطفل الرضيع .
فأخبرته بالقصة كلها
فقال لها : لابد من ذبحه فإنه من ذكور بنى إسرائيل .
صرخت زوجته وهى تضم موسى إلى صدرها وقالت
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} القصص
تذكر فرعون عدم قدرة زوجته على الإنجاب فاستجاب لرغبتها
وسمح لها أن تربى هذا الطفل فى قصره .
أم موسى تبكى على فراقه
وفى تلك الفتره كانت أم موسى عليه السلام على الرغم من ثقتها فى وعد الله جل وعلا بأن يرد إليها ابنها
إلا أنها كانت تبكى لفراق طفلها الرضيع
لكن الله برحمته ثبتها وربط على قلبها وألهمها الصبر والثبات .
الله جل وعلا يرد موسى إلى أمه
بعد عدة ساعات بدأ موسى عليه السلام فى البكاء من شدة الجوع
فأمرت زوجة فرعون بإحضار المراضع
فجاءت مرضعة من القصر وأخذت موسى لتُرضعه فرفض أن يرضع منها .
فأمرت زوجة فرعون بإحضار مرضعة ثانية وثالثة وعاشرة وهو يرفض فى كل مرة أن يرضع .
فأحتارت زوجة فرعون وخافت عليه أن يموت .
وكانت أم موسى فى بيتها تبكى على فراق طفلها
وكاد قلبها أن يذوب حزناً على فراق ابنها حتى كادت أن تذهب إلى قصر فرعون لتخبرهم بأنها أمه .
لولا أن الله ربط على قلبها فهدأت وسكنت نفسها واطمأنت .
لكنها أمرت أخت موسى أن تذهب إلى مكان قريب من قصلا فرعون لتحاول معرفة أخبار موسى .
وذهبت أخت موسى بكل حذر وهدوء لتعلم ما الذى حدث .
وهناك سمعت بكاء موسى فسألت بعض الحرس
فأخبروها بأن هذا الطفل يرفض كل المراضع .
فقالت أخت موسى لحرس فرعون هل أدلكم على أهل بيت يُرضعونه ويهتمون بأمره .
ففرحوا بذلك وذهبوا ليخبروا زوجة فرعون
التى جاءت وهى فى قمة سعادتها وطلبت منها أن تذهب فوراً لُتحضر المرضعة .
وعادت أخت موسى إلى أمها لتبشرها بهذه البشرى الغالية
وأحضرت أمها معها إلى قصر فرعون .
وجاءت زوجة فرعون وأحضرت موسى إلى أمه وقالت لها أرضعيه .
فقامت أمه لتُرضعه فرضع منها .
وهنا تهلل وجه زوجة فرعون وقالت لها خذيه عندك فى البيت وأرضعيه حتى تفطميه ثم أعيديه إلينا بعد ذلك
وسنعطيك على ذلك أجراً عظيماً .
فوافقت أم موسى وعادت وهى تحمل طفلها الحبيب ولا تصدق نفسها .
وهكذا رد الله جل وعلا موسى لأمه كى تقر عينها ولا تحزن
ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
موسى عليه السلام يتربى فى قصر فرعون
بعدما أتمت أم موسى رضاعته ذهبت به إلى زوجة فرعون وأسلمته لها
فكان من أحب الناس إلى قلب زوجة فرعون .
وليس هذا فحسب بل كان من يراه لابد أن يحبه
قال {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي } طه
عاش موسى عليه السلام فى قصر فرعون حتى كبر .
وكان بيت فرعون يضم أعظم خبراء فى التربية والتدريس
لأن مصر فى هذا الوقت كانت أكبر دولة فى الأرض وكان فرعون أقوى ملك فى الأرض .
فشاء الله أن يتلى موسى عليه السلام أفضل أنواع التدريس والتربية
وأن يتم ذلك كله فى بيت عدو الله فرعون .
الدروس المستفادة
1- لكل بداية نهاية ولكن نهاية الظلم دائما تكون وخيمة .
2- لا يحدث شئ فى هذا الكون إلا بمشيئة الله تبارك وتعالى .
3-لقد ورد ذكر أم موسى وأخته ولم يرد ذكر أبيه لأن الدور الأكبر قامت به ألم المباركة .
وهذا يوضح دور الأم ودورها العظيم فى تربية أولادها .
4- الآلهة الباطلة لا تنفع ولا تضر .
5- من أطاع الله جل وعلا فإن الله يكرمه فى الدنيا والآخرة .